تمكن العلماء، في دراسة حديثة، ولأول مرة، من تحديد الموقع الجغرافي للانهيارات الصخرية على القمر وتاريخها، حيث اكتشفوا 245 مسارًا حديثًا تشكلت أثناء تدحرج الصخور وارتدادها وانزلاقها على جدران الفوهات.
| تفاصيل الدراسة | المعلومة | 
|---|---|
| عدد المسارات المكتشفة | 245 مسارًا | 
| الموقع الجغرافي | جدران الفوهات | 
وفقًا لموقع “space”، أوضح سيفابراهاسام فيجايان، الباحث الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك في مختبر الأبحاث الفيزيائية في أحمد آباد بالهند، أن الاعتقاد السائد لوقت طويل كان يشير إلى أن القمر ميت جيولوجيًا، ولكن دراستهم أظهرت أن الصخور بأحجام تتراوح بين عشرات ومئات الأمتار وأوزانها بالأطنان قد تحركت مع مرور الزمن، كما شدد على أهمية معرفة مدى حداثة أحداث سقوط الصخور لفهم الفترات الزمنية التي كانت خلالها العوامل الجيولوجية نشطة.
تتبع سقوط الصخور
عندما ترتد الصخور القمرية، فإنها تجرف المواد السطحية اللامعة وغير المتآكلة، مما يرفعها إلى السطح، ولذلك تظهر آثار سقوط الصخور الحديثة بوضوح مقارنة بالآثار القديمة. كما أضاف سينثيل كومار بيرومال، كبير العلماء في مجموعة علوم الكواكب بالمعهد الوطني للبحوث الجيوفيزيائية في حيدر أباد بالهند، أنه يمكن تمييز سقوط الصخور الحديثة من خلال ملاحظة المقذوفات الناتجة عنها.
لتحديد آثار الصخور الحديثة نسبيًا، قام فيجايان وزملاؤه بمراجعة آلاف الصور لسطح القمر التي تمتد بين 40 درجة شمالًا وجنوبًا، حيث تجعل زوايا الشمس آثار الصخور الساطعة ملحوظة، وعند تحديد مسار ما، قام الباحثون بدراسة الصور الملتقطة بواسطة كاميرا ناسا لمسبار الاستطلاع القمري المداري بين عامي 2009 و2022.
بعد ذلك، قام العلماء بتقدير عمر المسارات من خلال تحليل المناطق التي تحتوي على كل من مقذوفات الصخور المتساقطة والحطام الناتج عن الاصطدام، حيث وُجد أن عمر الفوهات التي تم تحليلها يزيد عن 400,000 عام، مما يشير إلى أن مسارات مقذوفات الصخور المتساقطة أحدث عهداً. كما حدد العلماء صدوعًا زلزالية أو فوهات اصطدام قريبة قد تكون وراء سقوط الصخور.
رسم خريطة القمر
تسلط الخريطة الجيولوجية الجديدة لسقوط الصخور، المنشورة في مجلة إيكاروس، الضوء على المواقع النشطة زلزاليًا والمواقع الحديثة للاصطدام على القمر، حيث يرى الباحثون أن هذه المناطق قد تكون مواقع هبوط محتملة لمهمات قمرية مستقبلية تركز على النشاط السطحي وتحت السطحي الأخير. وهدفت الخطط المستقبلية للباحثين إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المرحلة التالية من عملهم.
في النهاية، أشار فيجايان إلى أن الخطوة التالية تتمثل في تحديد ما إذا كانت أسباب سقوط الصخور ناتجة عن عوامل داخلية أم خارجية بدقة أكبر، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال نشر أجهزة قياس زلازل إضافية في البعثات المقبلة. وقد أيد كومار هذا التوجه، مشيرًا إلى أهمية وجود شبكة موسعة من أجهزة قياس الزلازل تغطي القمر بالكامل، لمراقبة النشاط الزلزالي باستمرار على مدى عدة عقود.
