بأسلوب جديد يعكس ثقة كبيرة وسيطرة واضحة، يواصل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي تأكيد نفسه كأحد الفرق الأكثر نشاطًا وقوة في بداية المباريات، مستخدمًا تكتيكًا يبدو في ظاهره تقليديًا، ولكنه أثبت فاعليته الكبيرة.
فمنذ اللحظة الأولى لبداية المباراة، يسعى لاعبو المدرب لويس إنريكي إلى إرسال الكرة مباشرة نحو الثلث الأخير من ملعب الخصم. والغرض من هذه التمريرات العميقة هو خلق ضغط سريع ومبكر على الفريق المنافس، مما يمنح سان جيرمان أفضلية ميدانية ونفسية قبل أن تبدأ المباراة بشكل فعلي.
### التسجيل المبكر: سلاح باريس سان جيرمان
هذا الأسلوب، الذي استمده إنريكي من نادي ليون، غيّر الصورة التي رسمت عن الفريق خلال أول 18 شهرًا من قيادته، حين كان الفريق يدخل في أجواء المباراة بشكل بطيء. أما الآن، فإن إحصائيات الفريق في دوري الأبطال وكأس العالم للأندية تؤكد هذا التحول، حيث سجل الفريق الهدف الافتتاحي في تسع من أصل 17 مباراة في أول 20 دقيقة.
في نصف نهائي كأس العالم للأندية، تجلى هذا الأسلوب بوضوح حين حقق باريس الفوز على ريال مدريد برباعية نظيفة، حيث سجل الفريق ثلاثة أهداف خلال أول 24 دقيقة، مما عكس جاهزيته الفنية والذهنية.
### استجابة غير متوقعة في المباريات الكبيرة
ولا يقتصر تفوق باريس على الضغط والسرعة، بل يمتد إلى تنوع أساليب التسجيل والتعامل مع مختلف ظروف المباراة. وقدرة الفريق على استعادة الكرة بسرعة بعد فقدانها، بفضل الضغط المنظم والفوري، تتيح له البقاء في حالة هجومية مستمرة.
كما تدل التحركات المدروسة والمفاجئة، مثل تغيير المراكز بين اللاعبين وتمريرات الكعب المبتكرة، على مستوى عالٍ من الوعي الفني، كما حدث في بداية مباراة الريال عندما مرر ديمبيلي الكرة إلى ديزيري دوي بالكعب، الذي بدوره مهد الطريق لحكيمي ليدخل في هجمة خطيرة.
ويظهر خطورة سان جيرمان في اقتحامه للمباريات الكبيرة، حيث يبدأ الهجوم منذ الدقيقة الأولى، محولًا النهائيات إلى مهرجانات أهداف، كما حدث في نهائي دوري الأبطال ضد إنتر ميلان ونهائي كأس فرنسا أمام ريمس.
ومع اقتراب موعد نهائي كأس العالم للأندية أمام تشيلسي، يبدو أن إنريكي ولاعبيه لن يتراجعوا عن أسلوبهم الهجومي، مما يضع الفريق الإنجليزي ومدربه إنزو ماريسكا أمام اختبار مبكر وحاسم. وفي ختام المقال، حذرت الصحيفة البريطانية لاعبي تشيلسي بعبارة: “لا تتركوا باريس يبدأ أولاً.. حتى رمية التماس قد تكون قاتلة”.