طنطا تستضيف المهرجان القومي للمسرح المصري: إبداع بلا حدود

في سابقة ثقافية مميزة، استضافت طنطا بمحافظة الغربية الدورة الحالية من المهرجان القومي للمسرح المصري، والذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الفنان محمد رياض. المهرجان، الذي يستمر من 20 إلى 30 يونيو، يأتي كجزء من استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق الإبداع ليشمل كافة أقاليم مصر.
تُعتبر هذه الدورة مميزة لأنها خرجت للمرة الأولى من العاصمة القاهرة، حيث انتشرت الفعاليات لتشمل أربع محافظات تعكس التنوع الجغرافي لمصر: أسيوط تمثل الوجه القبلي، بينما تمثل الإسكندرية الوجه البحري، وبورسعيد تمثل إقليم القناة، وطنطا تمثل وسط الدلتا.
وفي مركز طنطا الثقافي، تم تنظيم خمس ورش فنية تغطي مجالات الإخراج والتمثيل والتأليف المسرحي، بإشراف مجموعة من الفنانين والنقاد المحترفين مثل المخرج إميل شوقي والمخرج أسامة شفيق والفنانة عزة لبيب والفنان محمد العدل والنقد والأديب د. طارق عمار، بينما يدير الندوات الفكرية الشاعر مسعود شومان.
الفنانة عزة لبيب، في حديث خاص، أعربت عن تأييدها لفكرة نقل المهرجان إلى المحافظات، معتبرةً أن التواصل المباشر مع الجمهور في تلك الأقاليم يعزز من دور الفن ويساعد في اكتشاف مواهب جديدة. وأكدت أن الورش نتجت عنها العديد من المبدعين الشباب، معربةً عن أملها في أن تتوسع هذه التجربة لتشمل جميع المحافظات في الدورات القادمة.
أما الدكتور طارق عمار، فقد أشار إلى أن إقامة هذه الورش في طنطا أعطت صُنّاع المسرح من الأقاليم شعورًا بالشراكة الحقيقية في الحركة المسرحية الوطنية، قائلًا إنهم لم يعدوا ضيوفًا بل أصبحوا شركاء فعليين في المهرجان.
المخرج إميل شوقي أكد على أهمية العدالة الثقافية، مشيرًا إلى أن المهرجان هذه السنة قدم ورشًا على مستوى عالٍ من الجودة، تعادل تلك التي تُقام في العاصمة. بينما أشار الفنان محمد العدل إلى أن هذه الورش تعد منصة حقيقية لصقل المواهب الشابة، حيث إن العديد من هؤلاء الشباب يمتلكون خبرات جيدة لكنهم يحتاجون إلى التوجيه والتدريب.
المخرج أسامة شفيق أثنى على دور وزارة الثقافة ورئيس المهرجان في تحقيق هذه الفعاليات بالمحافظات، موضحًا أن الحركة الثقافية أصبحت ملحوظة في جميع أنحاء مصر، ومعلنًا استعداده للمشاركة في الورش القادمة مجانًا دعماً للفن.
وشهدت ورش المهرجان إقبالاً كبيرًا من شباب الغربية والمدن المجاورة، حيث أظهروا حماسًا كبيرًا لتطوير مهاراتهم الفنية والإبداعية، ما يبعث على الأمل في مستقبل مسرحي مشرق في قلب الدلتا.
يُعتبر المهرجان القومي للمسرح المصري أكبر منصة مسرحية محلية، تسعى إلى خلق حوار فني بين الفرق والمؤسسات والمواهب، وتولي اهتمامًا خاصًا بتكريم رموز المسرح وتخليد أسمائهم من خلال مسابقاته وفعالياته المتنوعة.