استقرار أسعار الذهب اليوم السبت مع قرب المعدن النفيس من أعلى مستوياته التاريخية

استقرت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم السبت بعد أن قلّصت البيانات الاقتصادية الأمريكية توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، وفي الوقت نفسه، حصل المعدن النفيس على دعم محدود من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية، وذلك قبيل صدور بيانات التضخم المرتقبة.

شهدت أونصة الذهب تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1% لتتداول ضمن نطاق ضيق بين 3754 و3734 دولاراً، قبل أن تستقر عند مستوى 3745 دولاراً للأونصة، وهو ما يمثل لليوم الثاني على التوالي تداولاً عرضياً بعد أن سجل المعدن النفيس هذا الأسبوع أعلى مستوى تاريخي عند 3791 دولاراً، مع استمرار تحركاته في مسار صعودي نحو تحقيق مكاسب للأسبوع السادس على التوالي بحسب بيانات “جولد بيليون”.

تحليل أسعار الذهب ودعم السوق:

يرى محللون أن مستوى 3712 دولاراً للأونصة يمثل أول منطقة دعم محتملة في حال شروع أسعار الذهب في التصحيح الفني، ومع ذلك، يبقى الاتجاه العام صاعداً في ظل غياب مؤشرات على هبوط وشيك، حيث تعود الضغوط على المعدن أساساً إلى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، مبتعداً عن أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، مما قلل من جاذبية الذهب كملاذ استثماري.

جاء ارتفاع الدولار مدعوماً ببيانات أظهرت نمواً أقوى من المتوقع للاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني بفضل ارتفاع إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات، إلى جانب تراجع طلبات إعانة البطالة، في حين صدرت تصريحات حذرة من مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي، حيث أشار رئيسه جيروم باول إلى مخاطر متزايدة من التضخم المستمر وضعف سوق العمل.

تلك المعطيات دفعت المستثمرين إلى تقليص توقعات خفض الفائدة في أكتوبر وديسمبر، حيث انخفضت احتمالات الخفض إلى 85% و60% على التوالي، مقارنة بـ91% و76% قبل صدور البيانات، ورغم ذلك، حافظ الذهب على تداولاته قرب المستويات المرتفعة مستفيداً من المخاوف التي أثارتها قرارات ترامب بشأن فرض رسوم جمركية عقابية بدءاً من مطلع أكتوبر، ومن أبرزها رفع الرسوم إلى 100% على واردات الأدوية، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق وشجع بعض المستثمرين على تحويل استثماراتهم نحو الذهب كملاذ آمن.

ومع قرب نهاية تعاملات الأسبوع، تتجه أسعار الذهب لتحقيق مكاسب تقارب 1.7%، في الوقت الذي تتركز فيه الأنظار على بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي المقررة اليوم، والتي تعد المؤشر المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي لتقييم التضخم، حيث ستحدد هذه البيانات ما إذا كانت ستفتح الباب أمام تصحيح فعلي في أسعار الذهب أو ستعزز المسار الصاعد للمعدن الأصفر.