شامل أبو الفضل يعيد مئات الملايين لمستثمري سهم بنيان بعد أزمة الهروب

في إحدى أكبر عمليات رد الأسهم في تاريخ البورصة المصرية، أخلى رجل الأعمال شامل أبو الفضل، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة بنيان للتنمية والتجارة، خزائنه ليعيد أكثر من 300 مليون جنيه إلى المساهمين الذين شاركوا في اكتتاب طرح الشركة بالبورصة، حيث قام بشراء 68.2 مليون سهم عبر آلية استقرار سعر السهم، في خطوة غير مسبوقة من حيث قيمة الأموال وعدد الأسهم المعاد طرحها في السوق.

رغم تغطية الاكتتاب الضخمة التي شهدها طرح “بنيان” يوم 20 يوليو، حيث اجتذب 16,385 عميلاً عبر 112 شركة سمسرة بمجموع طلبات بلغ 2.37 مليار سهم، إلا أن أداء السهم في السوق سار في اتجاه معاكس، إذ شهد انخفاضًا ملحوظًا منذ الإدراج.

تراجع سعر سهم “بنيان” من 4.96 جنيه عند الطرح إلى نحو 3.68 جنيه خلال شهرين، مع وصوله إلى مستويات سعرية أقل في بعض الجلسات مما دفع عددًا كبيرًا من المستثمرين لتقديم طلبات رد الأسهم، إذ بلغت طلبات الرد في الطرح العام نحو 13.837 مليون سهم بنسبة 76.26% من الأسهم المطروحة، بينما سجل الطرح الخاص أوامر بيع بلغت 185.107 مليون سهم بما يعادل 45.86% من الأسهم المخصصة.

تفاوتت تفسيرات هذا الهبوط بين قصور مدير الطرح عن توفير طلبات دعم قوية للسهم بعد الإدراج، وغياب دور صانع السوق، بالإضافة إلى الإعلان عن أول قوائم مالية بعد الطرح أظهرت تراجع الأرباح بنسبة 26% رغم زيادة الإيرادات من الإيجارات، وفي المقابل اعتبر بعض المحللين أن السعر المبدئي للسهم لم يكن جذابًا بما يكفي، بينما يؤكد ملاك الشركة أنه كان مغريًا مقارنة بالقيمة العادلة.

في تصريح خاص لـ”عرب بريس”، أوضح شامل أبو الفضل أن حركة سهم الشركة في السوق تخضع للعوامل المختلفة مثل أوضاع السوق والسيولة وسلوكيات المستثمرين قصيري الأجل، مؤكدًا أن الانخفاض الحالي في السعر لا يعكس الأداء التشغيلي للشركة أو خططها الاستثمارية التي تسير بثبات على المدى الطويل.

وأضاف أبو الفضل أن شركة بنيان تمثل نموذج عمل مبتكر في السوق المحلية، وأن القيمة الحقيقية للشركة ستتضح تدريجياً مع زيادة وعي المستثمرين بطبيعة نشاطها، خاصة أن السهم يتداول حاليا بخصم كبير عن قيمته العادلة، مشيرًا إلى أن إدراج شركات وصناديق استثمارية جديدة بنماذج عمل مشابهة سيساهم في تعزيز المقارنات الإيجابية وإبراز قوة أداء بنيان.

وأكد الرئيس التنفيذي بأن إعادة جزء محدود من الأموال عبر صندوق استقرار سعر السهم تهدف إلى تعزيز ثقة المكتتبين في الطرح وتعكس ثقة المساهمين البائعين في استراتيجية الشركة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة لا تؤثر سلبًا على الخطط الاستثمارية أو الموارد أو استراتيجيات الشركة طويلة الأجل، مع التأكيد أن الزيادة الأخيرة في رأس المال بقيمة 250 مليون جنيه لم تتأثر بعمليات صندوق الاستقرار.

نوّه أبو الفضل بأنه لا توجد نية لشطب الشركة من البورصة، حيث جاء الطرح لتعزيز الشفافية ودعم خطط التوسع، مع التركيز على تعظيم قيمة الشركة وتنفيذ خطط استراتيجية تحقق أعلى عوائد لمساهميها.

وفيما يخص تأثير انخفاض سعر السهم على المؤسسات العربية الكبرى المشاركة في الاكتتاب الخاص، أكد أن هذه المؤسسات تتبنى رؤية استثمارية طويلة الأجل ولا تتأثر بتقلبات الأسعار القصيرة الأجل، لافتًا إلى أن التحركات الأخيرة اقتصرت على عمليات محدودة عبر صندوق الاستقرار ولم تؤثر على استمرار تلك المؤسسات في دعم الشركة وتحقيق أهدافها المستقبلية.