
في مشهد إنساني مؤثر يعكس كرم البورسعيديين، توافد المئات من أهالي بورسعيد لتقديم طلبات تبني الطفلة التي أطلق عليها اسم “قمر”، بعد أن تم العثور عليها حديثة الوﻻدة داخل حمام قسم الطوارئ بمستشفى الزهور في واقعة أثارت صدمة في الشارع البورسعيدي.
بدء القصة كانت ولادة سرية وجريمة مؤلمة. فقد دخلت سيدة إلى دورة مياه قسم الطوارئ في ساعة متأخرة من الليل، مدعية أنها تعاني من إمساك شديد. وبالكاد استطاعت أن تضع طفلتها في الخفاء، حيث قامت بقطع الحبل السري ثم وضعتها داخل قاعدة المرحاض، محاولًة التخلص منها بطريقة مروعة وغير إنسانية.
لم تمضِ سوى دقائق قليلة حتى لاحظت إحدى العاملات آثار الدماء داخل الحمام، وعندما رفعت غطاء المرحاض، صُدمت بوجود المولودة غارقة في المياه تتحارب من أجل الحياة.
لحظة الإنقاذ كانت فارقة، وعلى الرغم من عدم وجود قسم للنساء والتوليد في مستشفى الزهور، تحرك الأطباء وطاقم التمريض بسرعة كبيرة. تم إنقاذ الطفلة وتقديم الرعاية اللازمة لها، ليتم نقلها إلى حضانة بمستشفى السلام. وقد أكد مصدر طبي أن يقظة العاملين وسرعتهم في التدخل كانا سببا رئيسياً في إنقاذ حياتها.
في الوقت نفسه، نجحت الأجهزة الأمنية في تحديد هوية الأم وملاحقتها، ليتبين أنها كانت والدة الطفلة التي حملت بها نتيجة علاقات غير شرعية. وقد استخدمت الأم بطاقة مزورة لدخول المستشفى، زاعمة أنها تعاني من مشاكل بالمعدة لتتمكن من الولادة خفية. تم تحرير محضر بالواقعة وإحالتها للتحقيق.
من جهة أخرى، أصبحت الطفلة “قمر” حديث المدينة، حيث تدفقت طلبات التبني على المستشفى بعد الإعلان عن الواقعة، مما يعكس روح التضامن والتعاطف في المجتمع البورسعيدي مع هذه الطفلة البريئة التي كانت ضحية لخيبة الأمل والخطايا.