
في قرية دكما، التابعة لمركز شبين الكوم في محافظة المنوفية، لم يكن الطفل الصغير يدرك أن رحلته مع والده إلى القاهرة تحمل في طياتها وداعاً دائماً. كان يمسك بيد والده خلال الطريق، لكن تلك اليد التي كان يشعر بأمانها، ستفلت منه فجأة وتغلق أعين أبيه إلى الأبد. شهد الطفل لحظة الفراق دون أن يفهم السبب وراء عدم رد والده أو لماذا أغلقت عينه إلى الأبد.
على جانب الطريق الدائري في منطقة أم بيومي بمحافظة القليوبية، فقد الأب عبد الصادق، البالغ من العمر 48 عاماً، حياته أثناء قدومه من قرية دكما، بينما ظل الطفل بجانبه، يبكي في حالة من الذهول، وينظر بعينيه الممتلئتين بالدموع.
كان هذا المشهد كفيلاً بأن يُحرك مشاعر المارة، حيث حاول البعض إنقاذ الأب، لكن القضاء كان أسرع. بينما قام آخرون بالتقاط صورة للطفل بجوار والده، في لحظة لم يكن يتخيل أنها ستصبح جزءاً من ذاكرة الكثيرين. انتشرت الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تفاعل واسع من قبل المتابعين الذين دعوا للعثور على الأسرة.
بعد ساعات قليلة، تمكن أهالي قرية دكما من التعرف على هوية الأب والطفل من خلال ملامحهم وبطاقة الهوية، وسارعوا إلى موقع الحادث لأخذ الطفل ومتابعة الإجراءات اللازمة. لكن ما سيتذكره الجميع هو أن هذا الطفل الصغير يحمل في قلبه قصة وداع صامت لن تمحوه الأيام.