محمود و18 طعنة: حكاية غدر مؤلمة من الإسكندرية

في جو يسوده الحزن والذهول، أعلنت عائلة الشاب محمود أشرف، الذي قُتل بطريقة مروعة في منطقة السيوف شرق الإسكندرية، عن تفاصيل مؤلمة تلقي الضوء على أبعاد الحادث الذي أثار صدمة كبيرة في الشارع السكندري. فقدت العائلة ابنها نتيجة غدر نفذه زوج شقيقة زوجته بدافع الحقد والغيرة.
في مقطع فيديو على فيسبوك، تحدثت ابنة عم المجني عليه عن اللحظات الأخيرة في حياته، مشيرة إلى أن محمود، الذي كان في الرابعة والثلاثين من عمره، كان شابًا طيبًا ومحترمًا، عُرف بين الجميع بصفاته الحميدة وصبره. عانى محمود لفترة طويلة من مرض سرطان الدم، تلاه إصابته بالسكري، لكنه ظل قويًا وتحمل مسؤولية بناء حياته من جديد بعد الشفاء.
وكشفت أن القاتل، زوج شقيقة زوجته، كان يشعر بغيرة شديدة تجاه محمود، خصوصًا بعد سفره إلى إيطاليا وحصوله على الجنسية، مما جعله يقارن وضعه بحالة محمود. هذه المشاعر السلبية تحولت مع الوقت إلى حقد دفين أدى إلى ارتكاب الجريمة.
في يوم الجريمة، تواصل الجاني مع محمود بدعوى رغبته في رؤية أطفاله، واستقبله محمود في منزله بحرارة، لكنه استدرجه إلى شقة مجاورة، حيث باغته بطعنات قاتلة مستخدمًا أداة حادة، مستغلًا تاريخه المرضي وضعف مناعته.
شقيق الضحية أضاف أنه على الرغم من محاولات زوجة المجني عليه ووالدتها وشقيقة زوجته لإنقاذه، إلا أن الجاني فر إلى مدخل العمارة، وواصل طعنه مما جعله ينزف، ليسدد له نحو 18 طعنة أخرى أمام أحد الجيران الذي حاول مساعدته، قبل أن يفارق الحياة وهو ينطق بشهادتين، في مشهد مأساوي أثر في الحضور.
أكدت الأسرة أن القاتل اعترف بجريمته أمام النيابة، حيث قال: “ليه هو يبقى كده وأنا لأ؟”، مما يظهر بوضوح دوافع الحقد وراء الجريمة. وقد حذرت الأسرة من محاولات الدفاع لتشويه صورة الحادث، معربة عن أملها في تحقيق العدالة، قائلة: “حق محمود لازم يرجع.. مش بس علشان بنته، لكن علشان دم الشرف اللي راح غدرًا”.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية بلاغًا عن سماع صرخات واستغاثات من أحد الأبراج السكنية. وعلى الفور، انتقلت قوة من قسم شرطة منتزه ثالث إلى المكان، حيث تبين مقتل شاب في مقتبل العمر، وقد تعرض لإصابات بالغة في جسده. تم ضبط المتهم وإجراءات قانونية مشددة بحقه، ونُقلت جثة الضحية إلى مشرحة كوم الدكة تحت تصرف النيابة التي بدأت تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الحادث.