الحروف العربية: تجسيد الهوية في معرض الأزهر بمكتبة الإسكندرية

في مشهد يمزج بين الفن والروح، يجذب ركن الخط العربي بجناح الأزهر الشريف زوار معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب. تتزين الجدران بلوحات حيوية تعكس جمال الحرف العربي، مما يوفر للزائر تجربة فنية وروحية شاملة تجمع بين التعبير الجمالي العميق والانتماء الحضاري. يهدف هذا الركن إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وترسيخ قيم الجمال المرتبطة بفن الخط العربي، الذي يعد أحد أهم دعائم الثقافة الإسلامية.
يقول إسماعيل عبده، مسؤول ركن الخط العربي، إنه بدأ علاقته بفن الخط منذ صغره، وكان لديه شغف بالرسم تحول إلى مسار فني تعلمه في الأزهر. ويعتبر الخط العربي بالنسبة له أكثر من مجرد شكل جمالي؛ إنه كيان يحمل رسالة وروح وهوية.
لقد شارك إسماعيل في العديد من الفعاليات المحلية والدولية، بما في ذلك المعرض العام وملتقيات الخط العربي في مدن مثل الأقصر وسوهاج والقاهرة. كما مثل مصر في ملتقى فاس للخط العربي والزخرفة في المغرب، حيث حازت أعماله على تقدير رسمي، بما في ذلك اقتناء لجنة تحكيم متحف الفن المصري الحديث لأحد أبرز لوحاته المعنونة “تجليات”.
هذا هو المعرض الخامس الذي يشارك فيه إسماعيل، وقد أشار إلى أن ركن الخط العربي يتجاوز العرض الجمالي لكي يصل برسالة تعزز حب اللغة العربية وتحث على تعلمها من خلال الفن. يعرض الركن نماذج متنوعة من الخطوط العربية مع زخارف فنية رائعة، بالإضافة إلى لوحة تحمل مقولة للإمام الأكبر د. أحمد الطيب حول السلام والقضية الفلسطينية بأسلوب فني جذاب.
ويؤكد إسماعيل أن الخط العربي هو مرآة لحضارة غنية بالجمال وهو فن تطور في الحضارة الإسلامية ليصبح وسيلة للتزيين الروحي. للجيل الجديد نصيب من هذا الفن، حيث ينظم ركن الخط العربي خلال المعرض ورش عمل مجانية للأطفال لتعليمهم أساسيات الفن، في محاولة لغرس حب التراث ونقله للأجيال القادمة.