تراث فلسطيني متجدد: بشال ومنتجات هند ميد في معرض الإسكندرية

شاركت القنصلية العامة لدولة فلسطين في الإسكندرية بجناح مميز خلال معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، الذي افتتح اليوم، حيث استعرضت مجموعة من المنتجات التراثية والحرف اليدوية الفلسطينية، بما في ذلك “البشال” المطرز يدويًا ومنتجات “هند ميد” التي تعبر عن الهوية الثقافية والدينية الفلسطينية. تأتي هذه المشاركة في سياق جهود القنصلية لإبراز التراث الشعبي وتعزيز الحضور الثقافي لفلسطين في المحافل الدولية، عبر دعم الحرفيين والفنانين وإظهار إبداعاتهم في مجال الصناعات اليدوية.
ريهام فتحي، إحدى المتطوعات في جناح القنصلية، ذكرت أنها تشارك للمرة الأولى في المعرض، مشيرةً إلى أن القنصلية قد شاركت في دورات سابقة، لكنها توقفت خلال العامين الماضيين نتيجة الظروف السياسية الراهنة.
وأشارت المتطوعة إلى عرض جناحهم مجموعة من الكتب لمؤلفين فلسطينيين، بهدف تعريف الجمهور بأعمالهم الأدبية والثقافية، بجانب عرض موسوعتين من كتابات الرئيس محمود عباس تتناول تحليلاته السياسية وتوثيقه للتراث الفلسطيني.
كما أوضحت أن الجناح يحتوي أيضًا على مشغولات يدوية تعكس التراث الفلسطيني، مثل الرسم على الزجاج والخشب، بعضها من إنتاج أطفال فلسطينيين الذين لجأوا إلى مصر بعد العدوان الأخير على غزة، مما يضفي بعدًا إنسانيًا على الأعمال المعروضة.
وأكدت المتطوعة على أن الجناح يعكس روح الوحدة الوطنية والتسامح الديني، حيث يتضمن معروضات تمثل التقليد المسيحي الفلسطيني، مثل رسومات على الخزف لمنطقة بيت لحم ومنحوتات خشبية للسيد المسيح، ما يدل على التعايش الديني واحترام جميع المعتقدات في فلسطين.
وفي ختام حديثها، أبدت ريهام فخرها بتراثهم وهويتهم الفلسطينية، مشددة على أهمية الوجود الثقافي في المحافل المختلفة، وأعربت عن تقديرها لمصر التي تحتضنهم دائمًا بمحبة.
من جانبها، عبّرت هالة محمد، إحدى المشاركات في الجناح، عن فرحتها العارمة بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي، مربيةً جذورها الفلسطينية والمصرية معًا. وقالت: “أنا نصف فلسطينية ونصف مصرية، ووجودي يعبر عن فخري بانتمائي لدولتين عظيمتين.” وأكدت على هدفها في إبراز الثقافة الفلسطينية الغنية التي تحتوي على فنون وتراث عريق.
وذكرت هالة أن الجناح يشمل مجموعة متنوعة من الكتب والروايات التي تتناول تاريخ فلسطين ومعالمها، بالإضافة إلى أعمال فنية للأطفال مثل الرسم على الزجاج، والمنتجات التراثية التي تعكس الحضارة الفلسطينية، مشيرة إلى أهمية عرض الثقافة المسيحية والإسلامية معًا كون فلسطين تُمثل رمزًا دينيًا كبيرًا.
وفي رسالتها للشعب المصري، عبّرت هالة عن امتنانها العميق للدعم المصري، مشددة على قرب الشعبين من بعضهما البعض. في وقت دعا إلى التعريف بثقافة فلسطين والتصحيح المفاهيم الخاطئة حول قضيتها، حيث أكدت أن الحرب، رغم مآسيها، كانت سببًا في إبراز القضية الفلسطينية للعالم، مثنيةً على التضامن العربي، وخاصةً من الشعب المصري.