 
							يشهد العالم في شهر سبتمبر الجاري حدثًا فلكيًا نادرًا يترقبه ملايين المهتمين بعلم الفلك والظواهر الطبيعية، حيث تستعد بعض الدول لمتابعة ظاهرة كسوف الشمس الجزئي، وهي واحدة من أبرز الظواهر التي تجذب أنظار سكان الأرض في كل مرة تحدث فيها، خصوصًا أنها تأتي بعد أسابيع قليلة من خسوف القمر الكلي الذي أثار اهتمامًا واسعًا وأصبح حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وتعد هذه الظاهرة من المشاهد الفلكية المهيبة التي تكشف روعة النظام الكوني ودقته البالغة، إذ يترقبها العلماء والباحثون للاستفادة منها في دراسة حركة الأجرام السماوية والتأكد من الحسابات الفلكية الخاصة ببدايات ونهايات الأشهر الهجرية، بينما يحرص الهواة والمصورون على توثيقها باعتبارها لحظة استثنائية لا تتكرر كثيرًا في العام الواحد.
موعد كسوف الشمس 2025
وفقًا للتقديرات الفلكية التي أعلنها المعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن كسوف الشمس سيقع يوم الأحد 21 سبتمبر 2025، وذلك بعد حوالي أسبوعين فقط من الخسوف الكلي للقمر، ويحدث الكسوف عندما يكون القمر في مرحلة المحاق، حيث يحجب جزءًا من أشعة الشمس في أثناء مروره بين الأرض والشمس، وقد أوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد أن هذا الكسوف لن يشاهد في جميع أنحاء العالم، بل سيقتصر ظهوره على مناطق محددة في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية مثل جنوب قارة أستراليا، المحيط الهاد والقارة القطبية الجنوبية.
لا تقتصر أهمية كسوف الشمس على كونه مشهدًا بصريًا مدهشًا فحسب، بل إنه يحمل قيمة علمية بالغة حيث يعتمد العلماء والفلكيون على هذه الظواهر للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية، ومطابقة الحسابات الفلكية الدقيقة مع المشاهدات الطبيعية، كما يساهم في دراسة حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس بشكل عملي وهو ما يعزز الفهم الأوسع للظواهر الكونية.
الفرق بين كسوف الشمس وخسوف القمر
يخلط البعض بين الكسوف والخسوف، إلا أن الفرق بينهما واضح من الناحية العلمية، كسوف الشمس يحدث نهارًا عندما يقع القمر بين الأرض والشمس ويلقي بظله على سطح الأرض، أما خسوف القمر فيحدث ليلًا عندما تمر الأرض بين القمر والشمس فيسقط ظلها على القمر، وكلاهما يعد فرصة ذهبية لعشاق الفلك لمتابعة تفاعلات الأجرام السماوية في مشهد بديع.
يظل كسوف الشمس من أكثر الظواهر الفلكية إثارة وإبهارًا، حيث يجمع بين الدهشة البصرية والفائدة العلمية في آن واحد، ومع اقتراب موعد الكسوف الجزئي في سبتمبر 2025، تترقب المجتمعات العلمية والهواة حول العالم هذه اللحظة المميزة لمتابعتها ورصدها بدقة، خاصة في المناطق التي ستحظى بفرصة مشاهدة مباشرة للحدث.
