خبير: لا تهديد بتسونامي في المتوسط، والزلازل البحرية هي السبب

أكد الدكتور أحمد عبد المنعم رضوان، أستاذ متفرغ في المعهد القومي لعلوم البحار والمحيطات بالإسكندرية، على أن احتمالية حدوث موجات “تسونامي” على سواحل البحر المتوسط، بما فيها مدينة الإسكندرية، تعتبر ضعيفة للغاية حاليًا بسبب النشاط الزلزالي في المنطقة.
وفي تصريحات صحفية، أوضح رضوان أن الساحل المصري الشمالي لا يقع ضمن المناطق النشطة زلزاليًا، إذ تقع أقرب مناطق النشاط الزلزالي على بعد حوالي 500 كيلومتر، وهي محيط الجزر اليونانية مثل كريت وقبرص، التي تشهد بين الحين والآخر اضطرابات تكتونية بسبب موقعها الجغرافي.
وأشار إلى أن موجات التسونامي تحدث في حالات نادرة، فقط عندما تضرب زلازل بحرية قوية تزيد قوتها عن 7 درجات على مقياس ريختر، في أعماق بحرية تتجاوز 3 كيلومترات. وفي هذه الحالة، يتم نقل طاقة الزلزال عبر المياه بدلاً من موجة فعلية، مما يؤدي إلى تحرك الموجات في جميع الاتجاهات، وقد تصل إلى السواحل الجنوبية للمتوسط مثل مصر وليبيا وتونس.
وأوضح الخبير أن موجات التسونامي تكون غير مرئية في عرض البحر، حيث تبدو كموجة طبيعية، لكنها تتحول إلى موجة عاتية عند اقترابها من الشاطئ بسبب التغير في عمق المياه، مما قد يؤدي إلى ارتفاعها بشكل مفاجئ لعدة أمتار، مسببة دمارًا كبيرًا إذا حدث ذلك.
كما نفى رضوان صحة الأخبار المتداولة حول قرب حدوث تسونامي في البحر المتوسط، مؤكدًا عدم وجود أي مؤشرات علمية تدل على وقوع زلازل أو انفجارات جيولوجية بحرية عنيفة في الوقت الراهن. وشدد على أن البحر المتوسط يُعد من المناطق المستقرة جيولوجيًا مقارنة بالمحيط الهادئ والمحيط الهندي، اللذين يحدث فيهما معظم حوادث التسونامي عالميًا.
ودعا المواطنون إلى تحري الدقة وعدم الانجراف وراء الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا على أهمية الرجوع إلى البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات العلمية المختصة، مثل المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وهيئة المساحة الجيولوجية المصرية.
واختتم رضوان تصريحاته بالتأكيد على عدم وجود أسباب للقلق حاليًا، مشيرًا إلى أن أنظمة الرصد المحلية والدولية تتابع على مدار الساعة أي تغييرات جيولوجية محتملة في قاع البحر المتوسط، وأن لا توجد دلائل علمية تشير إلى إمكانية حدوث تسونامي، لافتًا إلى أن أعماق المتوسط ليست كبيرة بما يكفي لحدوث موجات مدمرّة، كما هو الحال في المحيطات.