خسوف القمر وأنواعه كيف يؤثر على المراقبة الفلكية والتجارب العلمية

خسوف القمر وأنواعه كيف يؤثر على المراقبة الفلكية والتجارب العلمية

منذ فجر التاريخ، شكل خسوف القمر حدثًا لافتًا للإنسان، حيث دفع مشهد القمر الذي يتغير لونه أو يختفي جزئيًا من السماء الشعوب القديمة إلى نسج الأساطير، فبعضهم اعتبره نذيرًا للشؤم، بينما ربطه آخرون بتغيرات كونية كبرى، أما اليوم فقد أصبح الخسوف ظاهرة فلكية محسوبة يُمكن التنبؤ بمواعيدها بدقة وفهمها بالعلم وليس بالخرافة.

ما هو خسوف القمر؟

خسوف القمر يحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، ما يؤدي إلى حجب ضوء الشمس عن القمر سواء بشكل كلي أو جزئي، وبما أن القمر لا يضيء من ذاته، فإن مروره في ظل الأرض يجعله يبدو معتمًا أو مائلًا إلى الاحمرار، ولا يحدث الخسوف إلا حين يكون القمر بدرًا كاملًا، أي في منتصف الشهر القمري.

الأنواع الثلاثة للخسوف

العلماء يصنفون الخسوف إلى ثلاثة أشكال، الخسوف الكلي حيث يدخل القمر بكامله في ظل الأرض ويظهر بلون أحمر نحاسي فيما يعرف بـ”قمر الدم”، والخسوف الجزئي حيث يُحجب جزء من القمر فقط فيظهر جزء مضيء وآخر مظلم، وأخيرًا الخسوف شبه الظلي حيث يمر القمر عبر منطقة شبه الظل فيبدو باهت الإضاءة، وغالبًا لا يلاحظه غير المتخصصين.

لماذا يتحول القمر إلى اللون الأحمر؟

أثناء الخسوف الكلي، تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض قبل أن تصل إلى القمر، حيث ينثر هذا الغلاف الألوان الزرقاء ويترك الأحمر والبرتقالي، مما ينعكس على سطح القمر ليبدو بلون مائل إلى الدموي، وهذه الظاهرة تماثل تلك التي تجعل السماء حمراء عند الشروق والغروب.

القيمة العلمية للظاهرة

خسوف القمر ليس مجرد عرض بصري بل فرصة علمية ثمينة، حيث يمكن من خلاله دراسة الغلاف الجوي للأرض عبر تحليل الضوء المنكسر، كما يساعد في رصد مدار القمر وتغيراته بدقة عالية، بالإضافة إلى كونه أداة تعليمية وتقريبة لعلوم الفلك لعامة الناس، حيث يمكن مشاهدته بسهولة بالعين المجردة.

رؤية الخسوف وأمان المشاهدة

على عكس كسوف الشمس، فإن مشاهدة خسوف القمر آمنة تمامًا ولا تتطلب أي أدوات خاصة لحماية العين، ورغم أن العين المجردة تكفي، إلا أن استخدام المناظير أو التلسكوبات يتيح تفاصيل أوضح لسطح القمر ومراحله المختلفة.

الخسوف في الثقافة الشعبية

ظل الخسوف لعصور طويلة محاطًا بالخرافات، حيث ارتبط بأساطير قديمة مثل تلك التي تحدثت عن تنين يبتلع القمر في الصين، إضافة إلى ربطه بالحروب والكوارث في حضارات أخرى، بينما تحول اليوم إلى مناسبة اجتماعية وعلمية، حيث يتجمع الناس لمتابعته في المراصد أو عبر الفعاليات الفلكية العامة.

متى يمكن رؤيته؟

يحدث خسوف القمر بمعدل يتراوح بين مرتين إلى خمس مرات في السنة، لكن ليس جميعها يكون كليًا، وتختلف إمكانية رؤيته باختلاف الموقع الجغرافي، حيث قد يُشاهد كاملاً في قارة ما بينما يغيب عن أخرى.