نظمت كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها في طنطا احتفالية كبرى احتفاءً بذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. جاءت هذه الفعالية تحت رعاية عميد الكلية الدكتور أحمد عبد المرضي سيد أحمد، ووكيل الكلية الدكتور محمد سليمان حنفي.
وأكد العلماء خلال الاحتفالية على أن عظمة الرسالة المحمدية تتجلى في كونها خاتمة الرسالات السماوية، وتجميعًا لكل ما جاء قبلها من هدي وشرائع، إذ تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة البشر إلى عبادة الله الواحد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة. كما أُرسل النبي محمد ﷺ رحمة للعالمين، كما جاء في قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” [الأنبياء: 107]. وتجلت قيم الرحمة، والعدل، والتواضع، والحكمة، والأخلاق الفاضلة في سيرته.
وتمت الإشارة إلى أن الرسالة المحمدية تجاوزت كونها دعوة للعبادات، بل شكلت منهجًا متكاملًا للحياة، يرتكز على الرحمة ويهدف إلى الهداية، مستخدمةً الكلمة الطيبة والسلوك القويم كوسيلة. وكان النبي ﷺ يحمل همَّ هداية البشرية، وحرصًا على من انحرف عنها، حيث قال الله تعالى: “فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفًا”.
لقد كان النبي رحيمًا حتى بأعدائه، حيث كان يعفو ويصفح ويتمنى لهم الخير والنجاة، مثلما قال يوم فتح مكة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. لذا علينا فعلًا اتباعه، من خلال ذكره، نشر سنته، الدفاع عنه، الدعوة إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتطبيق أخلاقه، والالتزام بشريعته، وتحقيق العدالة، وبذل الرحمة، ونشر الخير، وحمل رسالة الإسلام للعالمين من خلال القدوة الحسنة.
اختُتمت الفعاليات بتوزيع شهادات تقديرية على الحاضرين والمشاركين، سائلين الله تعالى أن ينفعنا بهذه الذكرى المباركة وأن تحل علينا بالخير والبركات.
شهد الاحتفال أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وشارك فيه الدكتور سيف رجب قزامل، العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية، والدكتور مجدي السعيد بدوي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة طنطا الأزهرية. كما حضرت الدكتورة جيهان ثروت بدوي، الأمين العام المساعد لفرع جامعة الأزهر للوجه البحري بطنطا، والدكتور بديع عليوه، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، والدكتور محمود مندي الزناتي، أستاذ الوثائق والمكتبات، والدكتور بركات أبو عوف رئيس قسم علوم القرآن في الكلية.