
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية مساء اليوم في اجتماع الأربعاء بالكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية، والتي جاءت بعنوان “رحلة الجوع والشبع” في إطار سلسلة عظاته الروحية “حكايات الشجرة المغروسة”.
بدأ البابا كلمته بقراءة جزء من الأصحاح السادس من إنجيل يوحنا (الأعداد 48-58)، مشيرًا إلى أن “الجوع” دخل إلى العالم بعد سقوط آدم وحواء في الخطية، مما أدى إلى معاناة البشرية من الجوع والعري والخوف. وأكد البابا أن الخطية تخلق شعورًا دائمًا بالاحتياج، موضحًا أن جوع الروح والقلب لا يملؤه سوى الله.
استعرض البابا بعض الأمثلة الكتابية التي توضح علاقة الخطية بالجوع الروحي، مثل المن والسلوى الذي أُعطي لشعب إسرائيل في برية سيناء، وتجربة سليمان الحكيم الذي أدرك أن “الكل باطل”. كما تطرق إلى اللقاء بين المسيح والمرأة السامرية حيث وعدها بماء الحياة الذي لا ينفذ.
وأكد البابا أن الشبع الحقيقي لا يأتي إلا من خلال المسيح، الذي أظهر ذاته كذبيحة للبشرية وجدد الطبيعة البشرية، مستشهدًا بعبارات من الكتاب المقدس تشير إلى الشبع الروحي.
طرح البابا خمسة جوانب أساسية تساعد المؤمنين على تحقيق الشبع الروحي، وهي: 1. الشبع بكلمة الله من خلال القراءة اليومية للإنجيل، 2. سر الإفخارستيا (التناول) كوليمة روحية كبيرة، 3. الألوجية (لقمة البركة) لمشاركة البركة مع الآخرين، 4. وجبات الأغابي التي تجمع المؤمنين بعد القداس، 5. الصوم كوسيلة للإعلان أن مصدر الحياة هو الله.
اختتم البابا عظته بالتأكيد على أن الشبع الحقيقي يتحقق في المسيح، مستشهدًا بمزمور يُبرز ضرورة البحث عن الله وملء النفس بشبهه. ودعا الحضور لحفظ الآية “طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون”، مؤكدًا أن المسيح هو المصدر الدائم للشبع في عالم يسعى وراء مواد تفتقر للإشباع الحقيقي.