باحثون يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين توقعات عواصف المد والجزر

باحثون يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين توقعات عواصف المد والجزر

تواجه السواحل العالمية تهديدًا متزايدًا نتيجة لارتفاع مستوى سطح البحر واشتداد العواصف بفعل تغيّر المناخ، وقد شهدت أمواج المدّ ارتفاعًا بلغ 20 سنتيمترًا مقارنة بعام 1900، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المستوى بما يتراوح بين متر و1.2 متر بحلول عام 2100، مما يزيد من شدة الفيضانات الساحلية ويشكل تهديدًا للمجتمعات القريبة من البحر.

السنة ارتفاع مستوى البحر المتوقع (متر)
1900 0
2100 1 – 1.2

تسببت الأعاصير في الولايات المتحدة في أضرار فادحة تجاوزت 1.5 تريليون دولار، وترجع معظم هذه الأضرار إلى أمواج المد والجزر، وفي هذا السياق تُعتبر التنبؤات الدقيقة أمرًا حيويًا، حيث توفّر هذه التنبؤات للأفراد الوقت اللازم للنجاة وللمسؤولين الحكوميين الفرصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل حدوث الكوارث.

التنبؤ بعواصف المد والجزر باستخدام الذكاء الاصطناعي

تشير الأبحاث إلى أن التنبؤات الحالية تعتمد على نماذج فيزيائية مثل نموذج ADCIRC الذي تديره الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، حيث يتم تقسيم السواحل إلى شبكة، لكن العمليات عالية الدقة تحتاج إلى ساعات طويلة على أجهزة الكمبيوتر العملاقة، لذلك يعمل الباحثون على تدريب نماذج التعلم الآلي على البيانات الناتجة عن العواصف السابقة لتكون بدائل سريعة.

تستخدم شبكات الذكاء الاصطناعي بيانات العواصف مثل الرياح والضغط للتنبؤ بمستويات الأمواج بسرعة أكبر، وغالبًا ما تُعدّ تنبؤات الشبكات العصبية قادرة على تقديم دقة مشابهة أو تفوق النماذج التقليدية، كما يقوم العلماء بتدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات الأعاصير الاصطناعية ليتمكن من مواجهة السيناريوهات النادرة أو المتطرفة، مما يتيح تقديم تنبؤات بالأمواج في دقائق بدلاً من ساعات.

التأثير الواقعي والتوقعات المستقبلية

تؤدي هذه التحديثات إلى تقديم تحذيرات أسرع وأكثر فعالية، حيث يمكن للنماذج المدارة بالذكاء الاصطناعي إنتاج خرائط للفيضانات تضم تفاصيل مستوى الشارع خلال دقائق، ما يساعد في تحديد المناطق المهددة بالغمر، وعلاوة على ذلك، يعمل الباحثون على تدريب الذكاء الاصطناعي لتقييم أضرار الأعاصير من الصور مما يسد الفجوات في البيانات، وبالتالي يتم دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في التنبؤات التشغيلية لتكملة النماذج التقليدية، ومع تزايد البيانات المدخلة لهذه الأنظمة، يتوقع الخبراء أن تتمكن المجتمعات الساحلية من الحصول على تحذيرات أسرع وأكثر تفصيلاً بشأن العواصف في المستقبل، وهي ميزة حاسمة في ظلّ تغيّر المناخ الذي يُساهم في تفاقم قوة العواصف وارتفاع منسوب البحار.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *