تمكنت ميزة التتبع من آبل من الإيقاع بعصابة كبيرة متورطة في عمليات سرقة الهواتف المحمولة في بريطانيا، حيث بدأت القصة بتبليغ أحد الأفراد عن سرقة هاتفه الأيفون، وبفضل هذه الميزة نجحت الشرطة في تفكيك شبكة تهريب دولية يُزعم أنها شحنت عشرات الآلاف من الهواتف المسروقة من لندن إلى الصين خلال العام الماضي
عصابة الهواتف هربت 40 ألف هاتف وحققت مكاسب ضخمة
هذه العصابة عملت في خفاء ولكن على نطاق واسع، إذ تهربت من خلال ما يقرب من 40 ألف جهاز، مما أكسبها ملايين الجنيهات الإسترلينية، كما أشار المحققون إلى أن العصابة كانت تنقل هواتف مسروقة من لندن إلى هونج كونج، حيث تُباع أحدث طرازات آيفون بأسعار تصل إلى 3700 جنيه إسترليني للهاتف الواحد
شكّل هذا الاكتشاف نقطة تحول في كيفية تعامل السلطات مع الجرائم المنظمة المتعلقة بالهواتف في المملكة المتحدة، فحتى الآن تم القبض على 18 شخصًا وتمت مصادرة أكثر من 2000 جهاز خلال مداهمات متتالية في لندن وضواحيها، بينما تم اعتقال مواطنين أفغانيين يُعتبران العقل المدبر لشبكة التهريب في الشهر الماضي
تُشير المعلومات إلى أن هذين الشخصين قد يكونان مسؤولين عن حوالي 40% من جميع أجهزة الآيفون المسروقة في المدينة، بينما تم توجيه اتهامات لمشتبه به آخر، وهو مواطن هندي يبلغ من العمر 29 عامًا على صلة بالقضية، وقد وصفت الجهات الأمنية تلك العملية بأنها الأضخم من نوعها التي نفذتها شرطة العاصمة
على الرغم من أن التحقيق بدأ بعد بلاغ بسيط عن سرقة، إلا أن إحدى ضحايا السرقة تمكنت من تتبع هاتفها المفقود عبر نظام تتبع آبل، وقد قادها الإشعار إلى مستودع قريب من مطار هيثرو، حيث اكتشف رجال الأمن ما يقرب من 900 هاتف في صندوق شحن، تبين لاحقًا أن معظمها مسروق
وصف مفتش المباحث مارك جارفن، القائد للتحقيق، الاكتشاف بأنه فتح الباب أمام عملية أكبر، إذ كان رجال الأمن متحمسين للمساعدة، ووجدوا الهاتف في صندوق يحتوي على ما يصل إلى 894 هاتفًا آخر
بلاغ بسيط يقود الشرطة إلى حملة أمنية لضبط أكبر عصابة متهمة بسرقة الهواتف المحمولة
المعلومات غير المتوقعة التي حصلت عليها الشرطة مكّنتهم من ربط عدة شحنات أخرى وكشف كيفية تصدير العصابة للهواتف المسروقة إلى هونج كونج، وعند إلقاء القبض على المشتبه بهم، بدت المشاهد وكأنها مشهد من مسرحية إجرامية، حيث أظهرت لقطات الكاميرات المثبتة على الجسم سيارات الشرطة تعرقل الطريق، وضباطًا يستلّون مسدسات الصعق الكهربائي، بينما تُسحب صناديق الهواتف المغلفة بورق قصدير، على ما يبدو لمنع إشارات التتبع
أدت العمليات البحثية اللاحقة في العقارات المرتبطة بالمشتبه بهم إلى استعادة 2000 جهاز مسروق آخر، ولم تتوقف الحملة هنا، بل تم القبض على 15 شخصًا إضافيًا الأسبوع الماضي، من بينهم عدة نساء ومواطن بلغاري، كما تم مصادرة حوالي 30 هاتفًا إضافيًا خلال مداهمات تمت قبل الفجر
تعتقد السلطات أن نشاطات هذه العصابة امتدت إلى ما هو أبعد من لندن، رغم أن المدينة لا تزال المركز الرئيسي، وتشير البيانات إلى أن لندن تمثل الآن حوالي ثلاثة أرباع جميع سرقات الهواتف في المملكة المتحدة، حيث قفزت الحالات من حوالي 28,000 حالة في عام 2020 إلى أكثر من 80,000 حالة هذا العام

اترك تعليقاً