
أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، والمكلف برئاسة فريق الخبراء رفيع المستوى لتقديم حلول لأزمة الدين العالمية، أن سد الفجوة المتزايدة لتمويل أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا يتطلب تحولًا جذريًا في نهج التمويل الأفريقي والعالمي.
الفجوة التمويلية (تريليونات دولار) | العام |
---|---|
2.5 | قبل عقد |
أكثر من 4 | الحالي |
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية للحوار رفيع المستوى حول تطوير قدرات تمويل المناخ والحفاظ على الطبيعة لدى المؤسسات المالية الأفريقية، والذي نظمته مبادرة تمويل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع اتحاد مصارف جنوب أفريقيا واتحاد مصارف مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية ومجموعة ستاندرد بنك في جوهانسبرج جنوب أفريقيا.
أوضح محيي الدين أن الفجوة التمويلية لأهداف التنمية المستدامة تضاعفت من 2.5 تريليون دولار إلى أكثر من 4 تريليونات خلال العقد الماضي، مؤكدًا على ضرورة معالجة أزمات المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث والجفاف كقضايا مترابطة وليست منعزلة لضمان أثر مستدام.
شدد مبعوث الأمم المتحدة على أن حشد التمويل الكافي للعمل المناخي والتنموى يستلزم مضاعفة التمويل من القطاع الخاص أربع مرات، بالإضافة إلى زيادة تمويل بنوك التنمية متعددة الأطراف ثلاث مرات، فضلاً عن تعزيز التمويل الثنائي بما يواكب حجم التحديات والفرص المتاحة.
أبرز محيي الدين أهمية تبني الآليات المبتكرة للتمويل، خاصة عبر توسيع استخدام آلية التمويل المشترك وآليات تقاسم المخاطر، مشيرًا إلى ضرورة توفير المزيد من الضمانات وشرائح الخسارة الأولى باعتبارها مسؤولية رئيسية تقع على عاتق المؤسسات المالية الدولية لدعم الاستثمارات الأكثر خطورة.
وأشار إلى ضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة مثل آلية إعادة الاستثمار المبتكرة في بنك التنمية للبلدان الأمريكية، ومبادرة “المهمة 300” المشتركة بين البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي، الرامية إلى توفير الكهرباء لـ300 مليون مستفيد في أفريقيا بحلول عام 2030 من خلال حشد 90 مليار دولار بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأكد محيي الدين أن تمويل التحول الأخضر في أفريقيا لا يمكن الاعتماد فيه فقط على الموارد العامة أو مبادرات منعزلة، بل يجب دمج المناخ والطبيعة والتنمية ضمن الأجندات الرئيسية للتمويل من قبل الحكومات والقطاع الخاص، إلى جانب تصميم مشاريع متكاملة وقابلة للتمويل تلبي احتياجات الشعوب الأفريقية بشكل فعّال.