
بعد 43 يومًا من الألم والضبابية التي خيمت على قرية دلجا، تنفست أسرة “أطفال المنيا” الصعداء بعد أن أعلنت وزارة الداخلية المصرية رسميًا عن تورط الزوجة الثانية في جريمة قتل ستة أطفال ووالدهم باستخدام السم. وطالبت الأسرة بالقصاص العاجل من المتهمة لتهدئة ما يشعرون به من حزن وغضب.
وأكد عم الأطفال، علي محمد، في تصريحاته لموقع “الأسبوع”، أن إعلان الداخلية قد أسعدهم بعد فترة طويلة من التساؤلات والشكوك، وأنهم الآن ينتظرون تحقيق العدالة التي ستخفف من آلامهم الكبيرة.
### جريمة بسبب الانتقام والغيرة
أظهرت تحقيقات وزارة الداخلية أن المتهمة وضعت مادة سامة في الخبز الذي أعدته لزوجها وأبنائه. حيث اعترفت بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام والغيرة، معتقدة أن زوجها سيفصل عنها بعد عودته إلى زوجته الأولى. هذا الرعب من الانفصال دفعها للتخطيط للتخلص من أبناء الزوجة الأولى ووالدهم، لتنفيذ جريمتها بدم بارد.
وقد وضعت الأجهزة الأمنية المتهمة تحت حراسة مشددة لأنها كانت في مراحل الحمل الأخيرة وقت وقوع الجريمة، وبعد ولادتها الأسبوع الماضي، استؤنفت التحقيقات لكشف تفاصيل هذه الواقعة المروعة.
### مسار المأساة
بدأت هذه المأساة في 11 يوليو الماضي، حيث توفي ثلاثة أطفال بشكل متتابع، ثم لحق بهم شقيقهم الرابع، وبعد أيام قليلة، توفي شقيقتان أخريان. لم تتوقف الكارثة عند هذا الحد، حيث توفي والدهم بعد أسبوعين من وفاة أبنائه بسبب السم، مما حول قرية دلجا إلى سرادق عزاء مفتوح.
استبعدت وزارة الصحة في وقت سابق وجود أي أمراض معدية أو أوبئة في القرية، مما زاد من الانتباه نحو جريمة التسمم. ومع الإعلان عن الجاني، تواصل النيابة العامة تحقيقاتها، في حين ينتظر أفراد عائلة الضحايا والمجتمع المصري تحقيق العدالة في واحدة من أكثر الجرائم الأسرية بشاعة.