سعر الذهب يصل لمستويات تاريخية اليوم وأسباب الزيادة المفاجئة

شهد الذهب في السوق المحلية ارتفاعاً ملحوظاً مع بداية تداولات الشهر الجديد، مدعوماً بالزيادة الكبيرة في سعر الذهب العالمي الذي لا يزال يواصل تسجيل مستويات قياسية، لذلك استطاع الذهب تجاوز تأثير التراجع السلبي في سعر الصرف بنجاح.

يقترب سعر الذهب العالمي من حاجز 3900 دولار للأونصة وسط زخم صاعد متواصل، على الرغم من وجود مؤشرات على تشبع البيع قصيرة الأمد، ولا يزال الهدف المقبل هو تجاوز المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة مع استمرارية الزخم الإيجابي.

شهدت أسعار الذهب في مصر تحركات تاريخية جديدة خلال التعاملات الفورية، مع تسجيل أسعار الذهب العالمية أعلى مستوياتها على الإطلاق بالقرب من 3900 دولار، ويعزى ذلك إلى الإغلاق الأمريكي وزيادة الطلب القوي على المعدن النفيس.

دخلت الحكومة الأمريكية في حالة إغلاق رسمي بعدما فشل مشروع قانون الإنفاق المدعوم من الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ بسبب معارضة الديمقراطيين، ما أدى إلى تعطل معظم العمليات الحكومية، وقد يترتب على هذا الفشل أزمة اقتصادية طويلة الأمد مع احتمالية فقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.

كان من المتوقع صدور بيانات وظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر يوم الجمعة، لكن بسبب الإغلاق الحكومي قد تتأخر هذه البيانات، والتي تعتبر مؤشراً هاماً لسوق العمل الذي شهد تباطؤاً دفع البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر الماضي، مما يجعل مراقبة هذه البيانات ضرورية لفهم تحركات السوق القادمة.

أظهر تقرير JOLTS الصادر مؤخراً نمواً طفيفاً في فرص العمل العائمة في أغسطس مع تراجع في التوظيف، وهو ما يرفع من توقعات الأسواق بشأن خفض إضافي في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر وربما خفض آخر في ديسمبر، مما يؤثر إيجابياً على تحركات سعر الذهب.

يستمر الاتجاه الصاعد في السيطرة على تحركات الذهب على المدى القصير والمتوسط، وذلك بسبب التوترات الجيوسياسية ومخاوف الأسواق المرتبطة بالإغلاق الحكومي الأمريكي والسياسة النقدية الحالية للبنك الاحتياطي الفيدرالي التي تميل إلى خفض أسعار الفائدة.

بالرغم من التفاؤل، تبقى الأسواق متحفظة بشأن تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية بعد عدة تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، حيث أكدت لوري لوغان، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، على أهمية توخي الحذر وأن تدهور سوق العمل سيكون ضرورياً قبل التفكير في خفض جديد لأسعار الفائدة.

الذهب يظل الخيار الأمثل للتحوط من المخاطر الاقتصادية والسياسية، فهو يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي تقلل من تكلفة الفرص البديلة لحاملي الذهب الذي لا يدر عائداً فورياً، وقد سجل مكاسب تجاوزت 47% خلال العام الحالي مما يعكس قوة الطلب عليه.