
تابع المجلس الأعلى للآثار باهتمام متواصل جميع المشروعات الأثرية الجارية في المتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، حيث أجرى الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، جولة تفقدية في مشروع ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم، الذي تنفذه البعثة الأثرية المصرية بالتعاون مع الجامعة الوطنية الكورية للتراث، بتمويل من هيئة التراث الكوري. كما ضمت الجولة متابعة أعمال ترميم مقبرة الملك تحتمس الثاني، التي اكتشفتها البعثة المصرية البريطانية مؤخرًا في منطقة الوديان الغربية بالأقصر، للاطلاع على آخر مستجدات العمل.
المشروع | المسؤولون | الهدف | التمويل |
---|---|---|---|
ترميم الصرح الأول لمعبد الرامسيوم | البعثة الأثرية المصرية والجامعة الوطنية الكورية للتراث | استعادة الصرح وإعادة بنائه | هيئة التراث الكوري بجمهورية كوريا |
ترميم مقبرة الملك تحتمس الثاني | البعثة الأثرية المصرية البريطانية | الحفائر والترميم والتوثيق | ممول محلي ودولي |
تضمنت الجولة تفقد أعمال الحفائر للكشف عن الكتل الحجرية المتبقية من الصرح، الذي تضرر بشكل كبير جراء الزلزال الذي ضرب البلاد عام 27 قبل الميلاد، بالإضافة إلى متابعة عمليات نقل وتخزين وترميم الكتل الحجرية الضخمة. وقدم الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار ورئيس البعثة المصرية، شرحًا مفصلًا حول تطورات المشروع منذ بدايته في النصف الثاني من عام 2023، مستعرضًا المراحل المختلفة التي شهدها العمل حتى الآن.
أشاد الدكتور محمد إسماعيل خالد بالتقدم الملحوظ في المشروع، مسلطًا الضوء على أهمية التوثيق العلمي للكتل الحجرية لإعادة بناء الصرح الأول بشكل دقيق يعكس تصميمه الأصلي، حيث سيعيد المشروع الصرح ليصبح المدخل الرئيسي للمعبد بدلاً من البوابة الشمالية المستخدمة حاليًا. وأكد أن المشروع يأتي ضمن جهود المجلس الأعلى للآثار للحفاظ على التراث الحضاري المصري وتطوير البنية التحتية للمتاحف والمواقع الأثرية بهدف تحسين تجربة الزائرين وزيادة جاذبية السياحة الثقافية.
من جانبه، أوضح الدكتور هشام الليثي أن المشروع انطلق عقب موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، حيث تم الانتهاء من الدراسات الأولية والتوثيق الرقمي للكتل باستخدام تكنولوجيا الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد. ويجري حاليًا تجهيز موقع خاص بالمعابد لترميم الكتل الحجرية ووضعها على منصات مخصصة لتسهيل عملية الترميم وتركيبها لاحقًا.
تمكن فريق العمل المصري الكوري من استخراج العديد من كتل الصرح التي كانت مغطاة بالرمال والأحجار منذ وقوع الزلزال، ما يعتبر اكتشافًا مهمًا يدعم جهود الترميم ويثري المعرفة الأكاديمية في مجال علم المصريات والعمارة الفرعونية إبان عهد الملك رمسيس الثاني.
يمتلك معبد الرامسيوم أهمية تاريخية كبيرة كونه يمثل سجلًا أساسيًا لفترة حكم الملك رمسيس الثاني ويعكس ثقافة وحياة المصريين القدماء في عهده. وزُينت جدران المعبد بنقوش بارزة تصور انتصارات الملك في معركة قادش، إضافة إلى مراسم دينية وجنازية بارزة، ويتميز المعبد بأعمدته الشاهقة وتماثيله الضخمة، منها تمثال جالس للملك يبلغ ارتفاعه أكثر من 17 مترًا ويزن نحو 1000 طن.
يحاط المعبد بعدد من المقاصير المخصصة للآلهة المختلفة، إلى جانب مبانٍ لخدمة المعبد مثل المخابز والمطابخ والمخازن، مما يعكس التنظيم الدقيق والهندسة المعمارية المتقدمة آنذاك.
امتدت الجولة التفقدية إلى مقبرة الملك تحتمس الثاني بمنطقة الوديان الغربية، وهي آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشر، التي تم اكتشافها في فبراير الماضي. وشملت الجولة الاطلاع على وديعة أساس تحتوي على ثلاثة أواني من الفخار والألباستر وهيكل عظمي لبقرة صغيرة، وفوهة إناء الألباستر مزينة بنقش هيروغليفي يوضح دور الملكة حتشبسوت في بناء مقبرة أخيها وزوجها تحتمس الثاني.
تواصل البعثة أعمال الحفائر والتوثيق والدراسة المكثفة بهدف الكشف عن المزيد من المقابر والأسرار الأثرية في المنطقة. وأشار الدكتور محمد إسماعيل خالد إلى ضرورة مواصلة ترميم المقبرة المكتشفة واستكمال عمليات الحفر في المناطق المحيطة لاستكشاف تفاصيل إضافية حول هذه المنطقة التاريخية.
رافق الأمين العام للجولة عدد من كبار المسؤولين في مجال الآثار، منهم محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور عبد الغفار مدير عام آثار الأقصر، والدكتور بهاء عبد الجابر مدير عام آثار القرنة، بالإضافة إلى ممثلين من الجانب الكوري والبريطاني، وعدد من مفتشي الآثار وفريق الترميم لضمان سير العمل بشكل منسق ومتقن.