 
					هل يمكن لدماغ ألبرت أينشتاين المحفوظ منذ عام 1955 أن يكشف أسرار العبقرية البشرية؟ هذا التساؤل أثير من جديد بعد إعلان فريق بحثي صيني عن تطوير تقنية متقدمة لرسم خرائط الحمض النووي الريبوزي (RNA) قادرة على التعامل مع العينات القديمة التي اعتقد أنها غير صالحة للاستخدام، حيث إن دماغ أينشتاين الذي تم تقطيعه إلى 240 قطعة وتخزينه بطرق قديمة يمثل حالة خاصة، والإمكانيات العلمية الحديثة قد توفر فرصة لاستكشاف تلك العينات في المستقبل.
| السوابق التاريخية | التقنية المستخدمة | السنة | 
|---|---|---|
| حفظ دماغ أينشتاين | تقنية تقليدية | 1955 | 
| تطوير Stereo-seq V2 | تقنية حديثة | 2023 | 
تقنية متطورة تعيد إحياء العينات القديمة
أعلن فريق من BGI-Research بالتعاون مع معاهد شريكة عن تطوير نسخة جديدة من أداتهم البحثية تحت اسم Stereo-seq V2، هذه الأداة قادرة على معالجة عينات محفوظة منذ فترة طويلة، بما في ذلك عينات السرطان التي تعرضت لتدهور كبير لأكثر من عقد، كما تقوم التقنية الجديدة بتحسين عملية التقاط الحمض النووي الريبوزي باستخدام تحضيرات كيميائية عشوائية، مما يتيح تغطية كاملة للجينات حتى لو كانت العينات متضررة وقد أثبتت نجاحها في رسم خرائط دقيقة على مستوى الخلية الواحدة داخل أنسجة سرطانية قديمة.
إمكانات واسعة في علم الأورام والأمراض النادرة
الاختبارات التي قام بها العلماء أظهرت أن التقنية قادرة على تحديد الأنواع الفرعية للأورام واستجابات المناعة في العينات القديمة، كما أثبتت المنصة قدرتها على تحليل الحمض النووي الريبوزي للمضيف والميكروب في وقت واحد، كما حدث في دراسات مرتبطة بمرض السل، بالإضافة إلى أن هذا التطور يفتح المجال أمام أبحاث بأثر رجعي، حيث يمكن للعلماء العودة إلى عينات محفوظة منذ سنوات طويلة للحصول على معلومات جديدة حول الأمراض النادرة، وهو أمر كان شبه مستحيل في السابق، ويعزز الفكرة بأن هذه العينات قد تساهم في تسريع التشخيص المبكر وتطوير علاجات أكثر دقة.
الأرشيف الطبي.. كنز غير مستغل
تخزن المستشفيات حول العالم ملايين العينات في قوالب الفورمالين والبارافين (FFPE)، ورغم فعالية هذه الطرق في الحفظ، فإنها تؤدي بشكل عام إلى تلف كيميائي يعيق الدراسات الجينية، ومع بروز تقنية Stereo-seq V2، أصبح بالإمكان الاستفادة من هذا الأرشيف الثمين الممتد لعقود، ويرى العلماء أن هذه التقنية قد تعزز التعاون بين المستشفيات لتأسيس مختبرات مشتركة لفحص العينات داخليا، مما يقلل من مخاطر نقلها خارجيا، ويؤكد الباحث لي يانغ أن الاستفادة من هذه العينات طويلة الأمد قد تفتح آفاقا غير مسبوقة أمام دراسة الأمراض النادرة والسرطانات.
رغم excitement الذي يثيره احتمال تحليل دماغ أينشتاين، إلا أن العلماء يعترفون بأن التحديات كبيرة، حيث إن طرق الحفظ المستخدمة في منتصف القرن العشرين لم توفر ظروفا مثالية لتخزين الأنسجة، مما يجعل الحصول على بيانات دقيقة أمرا غير مضمون، ولكن الباحثين يعتقدون أن النجاح في استعادة المعلومات من الأنسجة القديمة، حتى إذا لم تشمل دماغ أينشتاين، يمثل خطوة كبيرة في تطوير أدوات دراسة التاريخ الطبي والبيولوجي، حيث يتم التركيز حاليا على التطبيقات العملية في دراسة السرطان والأمراض النادرة والعدوى المزمنة.
