مارك زوكربيرج يستلهم الحضارة المصرية لتدشين منصة Vibes بالفيديو الذكي

مارك زوكربيرج يستلهم الحضارة المصرية لتدشين منصة Vibes بالفيديو الذكي

في خطوة تعدّ من الأبرز في عالم التكنولوجيا، قام مارك زوكربيرج، مؤسس ورئيس شركة ميتا، بنشر مقطع فيديو مثير يظهر فتاة ترتدي الملابس الفرعونية التقليدية، وكأنه مشهد مستوحى من حضارة مصر القديمة. ومع أن المقطع يظهر بمظهر تصوير حقيقي، إلا أنه نتاج منصة جديدة أطلقتها ميتا تحمل اسم Vibes، وهي خدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج فيديوهات قصيرة بشكل كامل.

اسم الخدمة تاريخ الإطلاق الدول المتاحة الميزات الرئيسية
Vibes أكتوبر 2023 أكثر من 40 دولة إنتاج فيديوهات قصيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي

يسعى زوكربيرج، المعروف بشغفه بالحضارة الفرعونية، إلى استفادة ميتا من جاذبية الحضارة المصرية لترويج منتجها الرقمي الجديد، في سياق المنافسة القوية التي تشهدها الساحة الرقمية، خصوصًا بعد تصدي جوجل لإطلاق نموذج “نانو بانانا”، مما دفع ميتا لمحاولة اللحاق بالمنافسة من خلال هذه الخدمة الجديدة.

التكنولوجيا الجديدة وخدمة Vibes

تعتبر خدمة Vibes أحدث محاولات ميتا لمنافسة منصات الفيديو القصير مثل TikTok وReels، حيث تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي لتوليد مقاطع فيديو مثيرة بدون الحاجة لتصوير واقعي. يمكن للمستخدم إدخال فكرة أو وصف نصي، ويقوم النظام بتحويله إلى فيديو قصير يتسم بجاذبية بصرية عالية.

في بداياتها، استخدمت ميتا نماذج خارجية مثل Midjourney وBlack Forest Labs، مما ساعد على توفير تدفق مستمر من المحتوى المتنوع والمبتكر دون الحاجة لجهود بشرية كبيرة. وهذا يعكس التوجه العام نحو أتمتة العمليات الإبداعية وتحويلها إلى خوارزميات فعالة.

على الرغم من أن الخدمة متاحة حاليًا في أكثر من أربعين دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلا أنها لم تُطرح رسميًا في مصر بعد. ومع ذلك، لم تخلُ ردود الفعل من الإعجاب بالفيديو الذي بثه زوكربيرج حول الحضارة المصرية على منصات التواصل الاجتماعي.

الحضارة المصرية في عين الذكاء الاصطناعي

الفيديو الذي أثار جدلًا واسعًا يعرض امرأة مصرية قديمة في هيئة أميرة فرعونية وهي تلتقط صورة “سيلفي” من شرفة تطل على الأهرامات ونهر النيل، مما يجمع بين رموز التراث الفرعوني والتكنولوجيا الحديثة، وكأن الحضارة المصرية تظهر من خلال عدسة القرن الحادي والعشرين. العمل المولد باستخدام الذكاء الاصطناعي مثل Midjourney يُظهر قدرة الخدمة على إحياء التراث الثقافي بأسلوب معاصر ومبهر.

لاقى الفيديو صدى قويًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن إعجابهم بكيفية تقديم التراث المصري، بينما أبدى آخرون مخاوفهم من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إعادة تقديم التاريخ، والذي قد يؤدي إلى تشويه بعض التفاصيل التاريخية الدقيقة وضمور المصادر الأصيلة.

كيف استغل زوكربيرج الحضارة المصرية للترويج لنظامه

اختيار زوكربيرج لترويج خدمة Vibes بفيديو عن الحضارة المصرية لم يكن عشوائيًا، فمصر القديمة تظل رمزًا عالميًا للجاذبية البصرية والثقافية. ومع غنى حضارتها بالعناصر التي تلهم الخيال، يثار التساؤل حول ما إذا كان ذلك يعكس تقديرًا حقيقيًا للحضارة أم آنه مجرد استغلال تجاري لرمزيتها. بعض النقاد اعتبروا أن هذا هو مجرد محاولة لجذب الانتباه بواحدة من أعظم حضارات التاريخ.

كما يمكن أن ينظر إلى الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي كفرصة لتعزيز السياحة، حيث إن مشاهدتها عبر حساب زوكربيرج قد تفتح الأبواب لاستخدام أدوات مماثلة للترويج للحضارة المصرية، لكن يجب الحذر من خطر أن تصبح هذه الفيديوهات بديلاً افتراضيًا قد ينتقص من أهمية زيارة المواقع الحقيقية.

تأثير “Vibes” على المبدعين المصريين

تمثل منصة “Vibes” فرصة كبيرة للمبدعين في مصر، فلا يقتصر استخدامها على الفنانين والمصممين، بل تتاح أيضًا لصُنّاع المحتوى لتنفيذ مقاطع فيديو تسرد قصص الحياة في مصر القديمة أو تجسد الأحياء الشعبية مثل خان الخليلي بأسلوب مبتكر. بذلك، يصبح بالإمكان خلق محتوى فريد يبرز الثقافة المصرية دون الحاجة لمعدات تصوير مكلفة.

مع ذلك، تبرز عدة تحديات، منها ضمان احترام المحتوى المدعوم بالدقة الثقافية والتاريخية، حيث يثار النقاش حول الحاجة لرقابة كافية على المقاطع التي قد تُظهر الثقافة المصرية بصورة غير لائقة. تلك القضايا تستدعي حوارًا مستمرًا بين المبدعين والجمهور مع تزايد استخدام هذه المنصة.