تراجع سهم بريميم هيلثكير بشكل حاد بعد فضائح الإفصاح ويصل إلى أدنى مستوياته

دخل سهم شركة بريميم هيلثكير جروب البورصة المصرية في فبراير 2024 وسط توقعات واسعة بأن الشركة ستصبح لاعبًا رئيسيًا في قطاع الرعاية الصحية، وذلك عقب إعلان الإدارة عن خطط استحواذ ضخمة على شركات كبرى، ما دفع السهم للصعود تدريجيًا وزاد من تفاؤل المستثمرين بمستقبل قوي ومستدام، إلا أن المسار أخذ منحى غير متوقع مع انخفاض حاد للسهم ليصل إلى 9 قروش فقط، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع المفاجئ.

تأسست بريميم هيلثكير جروب، والتي كانت تعرف سابقًا بسيتي لاب للتحاليل الطبية، وأدرجت في سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة في فبراير 2024، حيث جذب الإدراج توقعات كبيرة من المستثمرين نظراً لطموحات التوسع والنمو التي أعلنت عنها الشركة، وشهد الشهر الأول زيادة في رأس المال عن طريق إصدار أسهم مجانية مما عزز موقفها المالي وتم تقديم عرض شراء قيمته 250 مليون جنيه من قبل شركة قمة المشرق الطبية السعودية، وهو ما ساهم في تعزيز الثقة في خطط التطوير.

تابعت الشركة مسيرة التوسع السريعة، حيث وقعت في مارس 2024 مذكرة تفاهم للاستحواذ على كايرو كلينيكال لاب بمبلغ 55 مليون جنيه مع دفعة أولى 10 ملايين جنيه، وفي أبريل وافق المساهمون على زيادة رأس المال وتوزيع أسهم مجانية، تلا ذلك في مايو توقيع اتفاق جديد مع قمة المشرق للاستحواذ على أسهم بقيمة 250 مليون جنيه، واستمرت الشركة في تعميق استراتيجيتها التوسعية عبر الاستحواذات.

بحلول سبتمبر 2024، تم إقرار صفقة الاستحواذ على كايرو كلينيكال لاب بسعر 59 مليون جنيه، كما بدأت دراسة الاستحواذ على معامل أخرى مثل عز لاب والمعادي، وفي نوفمبر تم الإعلان عن زيادة رأس المال إلى 1.7 مليار جنيه بهدف اقتناص 11 شركة في السوقين المصري والسعودي، إضافة إلى شركة Premium Diagnostics LLC في الإمارات، وفي ديسمبر أُقر استحواذ على 10 شركات بقيمة إجمالية 1.69 مليار جنيه مع تغيير اسم الشركة إلى بريميم هيلثكير جروب، مما عزز من مكانتها المتصاعدة كأحد كبار اللاعبين في القطاع.

مع بداية عام 2025، كانت الشركة تستعد لخطوة استراتيجية مهمة عبر انتقالها إلى السوق الرئيسي، وهو ما تم بالفعل في سبتمبر مع رفع رأس المال إلى 2.36 مليار جنيه، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بتساؤلات عديدة من الهيئة العامة للرقابة المالية التي رفضت التقرير الأولي لإفصاح الشركة حول زيادة رأس المال، مما أحدث حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين وسلط الضوء على بعض القضايا التنظيمية.

في 22 سبتمبر 2025، قررت الهيئة العامة للرقابة المالية تعليق تداول سهم بريميم هيلثكير جروب بعد ظهور تقرير رقابي كشف عن مخالفات جوهرية في الإفصاح، حيث تبين أن الشركة لا تمتلك المقر الرئيسي الذي أعلنت عنه، وإنما معامل تحت اسم سيتي لاب فقط، بالإضافة إلى كشف وجود شيكات صادرة لصالح أطراف غير مرتبطة بالشركة، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن مصداقية البيانات وحقوق المساهمين.

ردًا على هذه المخالفات، كلفت الهيئة حسن بسيوني البشه من مكتب بيكر تيلي لفحص حركة التدفقات النقدية واستخداماتها المتعلقة بزيادة رأس المال والشيكات والحسابات ذات الصلة، وتأتي هذه التحقيقات في وقت بالغ الحساسية للشركة التي كانت تسعى لاستعادة ثقة المستثمرين بعد سلسلة توسعات واعدة في البداية باءت بتحديات كبيرة.