الشيخ تقادم الليثي: رمز الوحدة والسلام في صعيد مصر

الشيخ تقادم الليثي: رمز الوحدة والسلام في صعيد مصر

خيم الحزن على أهالي أسوان ومحافظات الصعيد اليوم بسبب وفاة الشيخ تقادم أحمد محمد الليثي، شيخ الطريقة النقشبندية الغزالية ورئيس لجنة المصالحات في الصعيد عن عمر يناهز 96 عامًا.

الشيخ تقادن، المولود في يناير 1927، قضى أكثر من سبعين عامًا في خدمة الدعوة والإصلاح، عازمًا على تحقيق هدف نبيل وهو إنهاء الخصومات الثأرية التي تعاني منها مجتمعات الصعيد. بفضل جهوده العديدة وحكمته في التعامل مع القضايا الاجتماعية، أصبح رمزًا للتسامح وتجسيدًا للوحدة، وحصل على لقب “قطب الزمان والولي الورع الزاهد” من أتباعه ومريديه.

ينتمي الشيخ الراحل لعائلة الشريف، التي تعتبر من أعرق العائلات في الصعيد وساهمت على مر الأجيال في مساعي الإصلاح.

تعد الطريقة النقشبندية الغزالية، التي كان الشيخ تقادم يتولى مشيختها في مصر، من الطرق الصوفية السنية التقليدية العريقة التي يعود أصلها إلى آسيا الوسطى، وتتميز بممارسات الذكر والخلوة والتهذيب الروحي في إطار الالتزام بالشريعة ومجاهدة النفس، وقد نالت هذه الطريقة الاحترام والتقدير في مختلف محافظات الجمهورية.

ولم تكن مكانة الشيخ تقادم تقتصر على الصعيد فحسب، بل كان له تقدير لدى رموز الدعوة في العالم الإسلامي، حيث كان الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري يحرص على زيارته خلال حياته تقديرًا لدوره الإصلاحي ومكانته الروحية.

سيتم تشييع جثمانه اليوم في مسقط رأسه بقرية العوينية في إدفو، وذلك بحضور كبير من القيادات الدينية والشعبية وأبناء الطرق الصوفية، في وداع يليق بشخصية بارزة من شخصيات التصوف والإصلاح.

نسأل الله أن يرحم الشيخ تقادم الليثي، الذي ترك وراءه إرثًا غنيًا من الخير والوحدة، ليظل خالداً في ذاكرة الأجيال القادمة كصفحة مضيئة في تاريخ الصعيد.