أمينة سلمى: عراقة الحفظ وملهمة الأجيال على مدى قرن

أمينة سلمى: عراقة الحفظ وملهمة الأجيال على مدى قرن

في قرية العباسة الكبرى بمحافظة الشرقية، تتجلى قصة الشيخة أمينة محمود محمد سلمى التي وصلت إلى عامها المئة، حيث أصبحت شخصية بارزة في مجال تحفيظ القرآن الكريم. على الرغم من فقدان بصرها في صغرها، إلا أنها لم تفقد بصيرتها، بل أفنت حياتها من أجل كتاب الله، لتصبح أكبر محفظة ومعمرة في القرية.

### رحلة “80 عامًا” في خدمة القرآن

وُلدت الشيخة أمينة عام 1925، وواجهت تحديات فقدان بصرها منذ سن مبكرة، لكنها لم تستسلم، حيث انطلقت إلى القرى المجاورة لتعلم القرآن الكريم وتجويده، حتى أتمته على أيدي شيوخ متخصّصين. بدأت مسيرتها كمحفظة للقرآن منذ عام 1945، وفتحت منزلها كـ “كتاب” لاستقبال طلاب العلم، مما جعلها تستمر في عطائها لأكثر من 80 عامًا.

لم يقتصر دورها على التحفيظ فقط، بل كانت تتنقل بين القرى لتلاوة القرآن في المآتم وحلقات الذكر بصوتها القوي الذي أهداه الله لها. وهي تؤمن بأّن بركة القرآن هي سر صحتها وعمرها الطويل، حيث أكدت: “القرآن سر حياتي، وتلاوتي له حفظت ذاكرتي من النسيان، وربنا حفظني ببركة القرآن”.

### نصائح من القلب للشباب

تؤمن الشيخة أمينة بأن أهل القرآن هم “أهل الله وخاصته”، وتحث الجميع على تعليم أبنائهم القرآن الكريم. توجّه نصيحة خاصة للشباب بأن يعملوا بجد ويبتعدوا عن الأفكار الهدامة والإدمان، مشددة على أهمية الالتزام بالنهج الوسطي والقيم العليا وحب الوطن.

وفي ختام حديثها، عبرت الشيخة أمينة عن أملها في الحصول على كرسي متحرك يعينها على الحركة، وتحلم بزيارة الأماكن المقدسة وأداء العمرة.