
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن إنجاز علمي جديد يبرز التحقق من وجود 6,000 كوكب خارجي (Exoplanets) خارج حدود نظامنا الشمسي، وذلك خلال فترة قياسية لا تتجاوز ثلاثة عقود منذ اكتشاف أول كوكب خارجي عام 1995، ويُدار السجل الرسمي لهذه الاكتشافات عبر مركز NExScI الذي يضمن تحديث القائمة مع كل اكتشاف جديد.
عدد الكواكب المكتشفة | سنة الاكتشاف |
---|---|
6,000 | 2023 |
5,000 | 2020 |
يعكس هذا الإنجاز الوتيرة السريعة لتطور علم الكواكب الحديثة، حيث يوجد أكثر من 8,000 عالم مرشح آخر بانتظار التأكيد العلمي، ويؤكد هذا الاكتشاف دور ناسا المحوري في السعي للإجابة عن السؤال الأزلي: هل هناك حياة خارج الأرض؟ ووفقًا للتقديرات، تحتوي مجرة درب التبانة وحدها على مليارات الكواكب، معظمها لم يُرصد بعد.
عوالم غريبة ومتنوعة
تشير معلومات ناسا إلى أن الكواكب المكتشفة تتنوع بشكل كبير، فهناك ما يُعرف بـ “العمالقة الساخنة” (Hot Jupiters) التي تدور حول نجومها على مسافة أقرب من مدار عطارد حول الشمس، بينما تدور كواكب أخرى حول نجمين أو حتى بلا نجم، كما رصد العلماء عوالم أشد غرابة تضم كواكب تغمرها الحمم وأخرى منتفخة للغاية، بالإضافة إلى بعض الكواكب التي تزين سماءها سحب أشبه بالجواهر.
على الرغم من ذلك، لم يتم تصوير سوى نحو 100 كوكب خارجي بشكل مباشر، بينما تم التعرف على الغالبية العظمى منها عبر طرق غير مباشرة، مثل رصد خفوت ضوء النجم عند مرور الكوكب أمامه، ومع كل عملية تأكيد علمي، يرتفع العدد بوتيرة ملحوظة، إذ تضاعف الرقم من 5,000 إلى 6,000 كوكب خلال ثلاث سنوات فقط في ما يُعرف بـ “طفرة الاكتشافات”.
الخطوة التالية: البحث عن توائم الأرض
تركّز جهود ناسا المستقبلية على العثور على كواكب صخرية شبيهة بالأرض وتحليل غلافها الجوي بحثًا عن بصمات حيوية (biosignatures) تشير إلى وجود حياة، وقد تمكن تلسكوب جيمس ويب الفضائي بالفعل من دراسة أكثر من 100 غلاف جوي لكواكب خارجية حتى الآن.
لكن مهمة اكتشاف “توأم الأرض” لا تزال معقدة للغاية، حيث أن الشمس تفوق الأرض سطوعًا بنحو 10 مليارات مرة، مما يجعل رصد كواكب بحجمها وظروفها أمرًا صعبًا، للتغلب على ذلك، ستعتمد البعثات المستقبلية على تقنيات جديدة، منها تلسكوب نانسي جريس رومان المزود بأداة “كوروناجراف” لحجب ضوء النجوم ورصد الكواكب الخافتة، كما يعمل العلماء على مشروع مرصد العوالم الصالحة للسكن الذي سيبني على هذه التطورات لاستكشاف كواكب قد تكون نسخًا حقيقية من الأرض.