يعتبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل كبار السن فرصة لتعزيز التواصل الاجتماعي ومتابعة الأحداث الجارية، بالإضافة إلى المشاركة في الحياة الرقمية حيث يسعى كثير منهم للاستفادة من هذه المنصات ولكن الاستخدام غير المنضبط يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية، لذا نعرض في هذا التقرير كيف يواجه كبار السن هذا الواقع، وما هي الفوائد والمخاطر المرتبطة به، وكيف يمكن لهم إدارة وقتهم بفعالية لضمان تجربة صحية ومتوازنة.
واقع استخدام كبار السن للسوشيال ميديا
تشير دراسة لمركز Pew Research إلى أن نسبة البالغين الذين يبلغون من العمر 65 عامًا فما فوق والذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال العقد الأخير، حيث أفاد حوالي 45% منهم أنهم يستخدمون منصات مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام، كما وجدت دراسة أخرى أن نحو 48% من كبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة يستخدمون هذه المنصات، مع زيادة الاستخدام من عام 2017 إلى 2020، ووفقًا لتقرير AARP 2025 Tech Trends Survey، أفاد حوالي 74% من البالغين فوق سن الـ50 بأنهم يستخدمون السوشيال ميديا بانتظام، حيث يقضي الكثير منهم أكثر من ساعة يوميًا في التصفح.
الفوائد لدى كبار السن
تعزيز الاتصال الاجتماعي وتقليل الشعور بالعزلة
يساعد استخدام وسائل الاتصال مثل الرسائل والمكالمات الصوتية والفيديو، بالإضافة إلى المجموعات العائلية عبر واتساب أو فيسبوك كبار السن على البقاء متواصلين مع أصدقائهم وأحبائهم، وهذا يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليل الشعور بالعزلة.
متابعة الأخبار والمعلومات الصحية
تشير بعض الدراسات إلى أن الاستخدام المعتدل للمنصات الاجتماعية يمكّن كبار السن من متابعة المعلومات الطبية والنصائح الصحية، مما يسهم في زيادة وعيهم ويساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل تتعلق بأسلوب حياتهم.
تحسين الصحة النفسية
يمكن أن يشعر كبار السن بالانتماء من خلال مشاركتهم في المجتمعات الرقمية وتلقي الدعم الاجتماعي، حيث تعتبر هذه الأنشطة جزءًا مهمًا من تعزيز الصحة النفسية لديهم.
المخاطر والتحديات
مخاطر صحية
يؤدي الاستخدام المطول لوسائل التواصل إلى مشكلات مثل الأرق وإجهاد العين وآلام الرقبة والظهر، كما قد يزيد من شعور العزلة إذا كان الاستخدام يعوض عن التفاعل الاجتماعي الحقيقي.
المعلومات المضللة
يكون كبار السن في بعض الأحيان أكثر عرضة لتصديق المعلومات الخاطئة أو المصادر غير الموثوقة، مما قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية وقراراتهم الصحية.
الفجوة الرقمية
يواجه العديد من كبار السن تحديات تتعلق بالمهارات التقنية والوصول إلى الإنترنت بشكل سريع، بالإضافة إلى فهم كيفية حماية خصوصيتهم، مما يمثل عقبة أمام استخدامهم الفعّال لهذه الوسائل.
