في ظل تزايد المخاوف من فقدان الوظائف نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي، وجه ألكسندر إمبيريكوس، المسؤول عن منتج Codex في شركة OpenAI، نصيحة لطلاب الجامعات بعدم التراجع عن دراسة علوم الكمبيوتر، حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُعتبر أداة لدعم التعلم والبناء وليس تهديدًا محتملًا للمستقبل.
الذكاء الاصطناعي.. فرصة لا تهديد
وفي حديثه عبر بودكاست A16z، أشار إمبيريكوس إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في تجاهل الطلاب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي خلال فترة دراستهم، حيث قال: “لو كنت طالبًا اليوم، لقلقت فقط إذا كانت جامعتي تمنع استخدام أي أدوات ذكاء اصطناعي، لأن هذا سيجعلني أشعر أنني أتخلف عن الركب”.
| الشركة | عدد الوظائف المفقودة |
|---|---|
| جوجل | 200 موظف |
| xAI | 500 موظف |
| IBM | مئات الوظائف |
ورغم المخاوف من أن تحل النماذج الذكية محل المبرمجين، أكد إمبيريكوس أن التخصص في علوم الكمبيوتر لا يزال يوفر فرصًا قيمة، حيث قال: “لا يزال وقتًا رائعًا لدراسة علوم الكمبيوتر، لأننا سنشهد زيادة في إنتاج البرمجيات، مما يعني الحاجة لمهندسي البرمجيات أكثر من أي وقت مضى”.
بناء المشاريع أهم من الشهادات
كما أشار إمبيريكوس إلى أن ما يهمه عند التوظيف ليس الشهادة الجامعية فقط، بل الإنجازات العملية للمتقدمين، حيث قال: “أكثر ما أستدل به من ملفات الخريجين الجدد هو ما إذا كانوا قد أنجزوا مشاريع يمكن اعتبارها ملموسة”.
الجامعات تواكب التغيير
مع تحديث أنظمة مثل GPT-5 Codex، بدأت الجامعات في مراجعة طرق تدريس علوم الكمبيوتر، حيث أوضح توماس كورتينا، عميد البرامج الجامعية في جامعة كارنيغي ميلون، أن الذكاء الاصطناعي قد “هزّ أسس تعليم الكمبيوتر”، حيث كشف الاستخدامات الحالية أن العديد من الطلاب لم يستوعبوا المفاهيم الأساسية بعمق.
واقترح إمبيريكوس ضرورة أن توازن الجامعات بين التدريب التقليدي القائم على البرمجة اليدوية لبناء الثقة، وبين توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الابتكار في المشاريع التعليمية.
أصوات داعمة من داخل OpenAI
أوضح رئيس مجلس إدارة OpenAI، بريت تايلور، أن شهادة علوم الكمبيوتر لا تزال لها أهميتها في تطوير “تفكير الأنظمة”، فيما شجع الباحث سيمون سيدور طلاب المدارس الثانوية على الاستمرار في تعلم البرمجة على الرغم من التقدم في التكنولوجيا الذكية.
قلق متصاعد من فقدان الوظائف
تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه العديد من الشركات موجة تسريحات مرتبطة بتبني الذكاء الاصطناعي، حيث قامت جوجل بتسريح حوالي 200 موظف متعاقد كانوا يعملون على تدريب روبوت المحادثة Gemini، كما قلصت شركة xAI التابعة لإيلون ماسك نحو 500 موظف من فريق توصيف البيانات.
واعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن وظائف الدعم الفني ستكون من أولى الوظائف التي سيستبدلها الذكاء الاصطناعي، لكنه أشار إلى أن البرمجة ستتحول بدلاً من أن تختفي، مما سيجعل المبرمجين أكثر إنتاجية.
ومن جهته، توقع داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، أن يقضي الذكاء الاصطناعي على نصف الوظائف المكتبية المبتدئة في غضون خمس سنوات، خاصة في مجالات التكنولوجيا والتمويل والاستشارات والقانون.
أما شركة IBM، فقد أعلنت أنها استعانت بالفعل بالذكاء الاصطناعي لاستبدال مئات الوظائف في قسم الموارد البشرية، بينما واصلت تركيز التوظيف على مجالات البرمجة والمبيعات.
بينما تزداد المخاوف حول فقدان الوظائف، تظل دراسة علوم الكمبيوتر تحتفظ بجاذبيتها، بل قد تصبح أكثر أهمية في عصر الذكاء الاصطناعي، شريطة أن يتبنى الطلاب أدوات المستقبل بدلاً من مقاومتها.
