
نظّم المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة فعالية متميزة تحت عنوان “مورستان الإسكندرية مبانٍ أثرية رسمت صحة المدينة”، وذلك في إطار احتفالات العيد القومي لمحافظة الإسكندرية. حضر الفعالية مجموعة من الشخصيات الأكاديمية والطبية والإعلامية، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني، وذلك بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية. وقد تم تسليط الضوء على التاريخ الصحي الطويل للمدينة، وركزت الفعالية على دور “البيمارستانات” والمستشفيات القديمة في تشكيل النظام الطبي السكندري عبر العصور.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة ميرفت السيد، مديرة المركز، أن هذه الفعالية تهدف إلى استعادة الذاكرة الصحية للإسكندرية وتسليط الضوء على منظومة الرعاية الصحية القديمة فيها. وبدأت “السيد” بحوار حول تطور المؤسسات الصحية منذ العصر الفاطمي والمملوكي، مشيرة إلى أن الإسكندرية كانت من المدن الرائدة في مفاهيم مثل العلاج المجاني والعزل الطبي.
ركزت الفعالية أيضًا على العديد من المؤسسات الطبية المهمة، مثل كلية الطب والمستشفى الميري، مستشفى المواساة، والمستشفى العسكري العام، ما يعكس تاريخ المدينة في المجال الطبي. كما تم تكريم عدد من الشخصيات النسائية الرائدة في القطاع الصحي، مثل الملكة نازلي والسيدة سوزان مبارك، تقديراً لجهودهن في دعم التعليم الطبي والرعاية الصحية.
قام المشاركون بدراسة البنية التحتية الصحية الحالية في الإسكندرية، حيث تخدم أكثر من 5.5 مليون نسمة من خلال 231 منشأة طبية. وقد أدرجت الفعالية تحليلًا لعدد من الموضوعات المتعلقة بالصحة المجتمعية، إذ لاحظ الحضور تفاعلًا كبيرًا ومشاركات ملهمة من الخبراء والقيادات المجتمعية.
أشار رامي يسري، مؤسس مبادرة “خليك إيجابي”، إلى أهمية إحياء الذاكرة المجتمعية للإسكندرية، مشددًا على ضرورة تسليط الضوء على تاريخ “البيمارستانات” كمصدر للإلهام من أجل بناء مجتمع أرحب. كما أكدت عزيزة سعدون على دور المرأة التاريخي في الطب والرعاية الصحية، داعية إلى تقدير ما قدمته من إسهامات.
وفي ختام الفعالية، قدم الدكتور عبد المنعم فوزي تأكيداته على أهمية الحفاظ على تاريخ المدينة الطبي، مشددًا على مساعي تحسين الخدمات الصحية المستقبلية. من جانبه، قدّم اللواء طبيب ماجد عزمي لمحة تاريخية عن المستشفى الإيطالي، بينما أشارت الدكتورة منال عليوة إلى الجهود المبذولة في مواجهة سرطان الأطفال.
اختتمت الجلسات بعرض يعكس الجوانب الاجتماعية والتاريخية للتراث الصحي بالإسكندرية، إذ تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة تقديراً لمساهماتهم. وقد أشار الحضور إلى أن تاريخ الصحة في المدينة ليس مجرد تواريخ، بل هو رواية حضارية تقدّر القيم والعلم.